الخميس، 3 سبتمبر 2009

حمام باب الواد

كان معي طوال الوقت
أحمله في حقيبة يدي عندما أخرج، أضعه على مقربة مني
عندما أجلس أمام الشاشة أتابع الأخبار على الجزيرة و بيدي
فنجان قهوة، أختلس النظر إليه دون أن ألمسه.
أضعه تحت وسادتي ليلا عساه يمدني بأحلام جميلة
لم أقرأه كنت أكتفي بأن يكون معي
كنا في باب الواد
وجدنا أنفسنا عالقين في زحمة سير..
صف طويل من السيارات تمر ببطء شديد، كان اجتياز مسافة متر
واحد انجازا كبيرا..
مضت قرابة العشر دقائق قبل أن نصل إلى حيث توقفت حركة المرور.
كان يقف وسط الطريق غير آبه بالناس و السيارات يرمي
الأرز للحمام الذي يحط وسط الطريق ليلتقط الحب و يعاود الطيران
عندما يزعجه بوق سيارة مستعجلة..
وجدت نفسي أبتسم، كم جميل أن يكون الحمام هو المتسبب بزحمة
السير هذه رغم أن أبواق السيارات كانت تصرخ من كل اتجاه..
المشهد كان سرياليا و لا علاقة له بالواقع .
لا لم يكن سرياليا في شيء كان مشهدا يشبه حياتنا اليومية تماما
بسيطة و معقدة في الوقت ذاته..
ها هو شاب قد يكون ثمن علبة سجائر هو كل ما يملك في جيبه
و مع ذلك يشتري كيس أرز ليطعم الحمام
في باب الواد يعيش الحمام بسلام على أسطح البنايات و شرفات
المنازل الزرقاء و خيوط الكهرباء..
استحضرت قصيدة محمود درويش يطير الحمام يحط الحمام
كان ديوانه كزهر اللوز أو أبعد هو الكتاب الوحيد الذي حملته معي
أحب الشعر وأحب تذوقه على مهل كقطعة شكلاطة أضعها في فمي
و اتركهاتذوب ببطء، لهذا أجلت قراءة هذا الديوان
أردت أن أستفرد به .
عدت إلى البيت، صنعت لنفسي فنجان قهوة و جلست في الشرفة
في مقابل البحر
كانت هناك باخرة أظنها طارق ابن زياد تغادر ميناء العاصمة ..
شرعت في القراءة كأني كنت بانتظار اشارة ما و قد اعطاها لي
الحمام في باب الواد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق