و أنا أرتقي الدرج وجدتهم ينقلون الأثاث إلى الشقة المقابلة لنا، شقة
عمي الربيعي أو ديدي كما كنا نناديه.
جيران جدد سيحتلون البيت الذي أعرفه معرفتي ببيتنا.
مضت سنوات و الشقة مقفلة و لم يضايقني ذلك، لماذا يضايقني أن يقيم
فيها سكان جدد؟
أذكره عندما انتقل للسكن بجوارنا رجل ضخم الجثة يذكرني
بشون كونري بقامته المديدة و حواجبه الكثة رفقة زوجته التي لا يفارقها
إلا عند خروجه للصحراء لتفقد مشاريعه.
بعد أن توطدت العلاقة بيننا قصت علينا كيف أصيب في أواخر الثورة و نقل
إلى تونس و بقي هناك إلى ما بعد الاستقلال و قد ظن الجميع انه
استشهد لكنه عاد و قضى سنوات يبحث عنها و عن ابنته الكبرى
حتى عثر عليهما.
أحببت رفقة تلك المرأة، كانت قليلة الكلام و كان ذلك يناسبني، كنت
أساعدها في أشغال البيت في غياب زوجها و نجلس بعدها لتعلمني
أشغال الإبرة و الطرز.
ديدي كان العلامة الفارقة في الحي، الرجال يحترمونه النساء يتوارين
خجلا منه و الأطفال يتشبثون بأطرافه. كان يغيب لكننا نعلم بعودته
فورا بسبب العطر الرجالي الذي يضعه و تبقى رائحته في مدخل العمارة
لفترة طويلة.
كنت في طريقي إلى الثانوية اهبط السلم ركضا كعادتي عندما صادفته
يصعد بهدوء تهلل وجهي لرؤيته سلمت عليه، نظر الي مليا و قال:
ـ آنسة جميلة مثلك تهدى إليها الزهور لا يجب أن تركض بهذه الطريقة
على السلم.
شعرت ببعض الخجل و بعض الزهو قلت له ممازحة:
ـ نعم لكن عندنا يوجد فقط جريد النخل و الصبار.
ابتسم و أخذ يدي و قبلها.
أمي تقول دائما البيوت بناسها...
يغادر الناس و تحتفظ البيوت بالروائح و الذكريات حتى يأتي من يملؤها
بروائح و ذكريات جديدة.
عمي الربيعي أو ديدي كما كنا نناديه.
جيران جدد سيحتلون البيت الذي أعرفه معرفتي ببيتنا.
مضت سنوات و الشقة مقفلة و لم يضايقني ذلك، لماذا يضايقني أن يقيم
فيها سكان جدد؟
أذكره عندما انتقل للسكن بجوارنا رجل ضخم الجثة يذكرني
بشون كونري بقامته المديدة و حواجبه الكثة رفقة زوجته التي لا يفارقها
إلا عند خروجه للصحراء لتفقد مشاريعه.
بعد أن توطدت العلاقة بيننا قصت علينا كيف أصيب في أواخر الثورة و نقل
إلى تونس و بقي هناك إلى ما بعد الاستقلال و قد ظن الجميع انه
استشهد لكنه عاد و قضى سنوات يبحث عنها و عن ابنته الكبرى
حتى عثر عليهما.
أحببت رفقة تلك المرأة، كانت قليلة الكلام و كان ذلك يناسبني، كنت
أساعدها في أشغال البيت في غياب زوجها و نجلس بعدها لتعلمني
أشغال الإبرة و الطرز.
ديدي كان العلامة الفارقة في الحي، الرجال يحترمونه النساء يتوارين
خجلا منه و الأطفال يتشبثون بأطرافه. كان يغيب لكننا نعلم بعودته
فورا بسبب العطر الرجالي الذي يضعه و تبقى رائحته في مدخل العمارة
لفترة طويلة.
كنت في طريقي إلى الثانوية اهبط السلم ركضا كعادتي عندما صادفته
يصعد بهدوء تهلل وجهي لرؤيته سلمت عليه، نظر الي مليا و قال:
ـ آنسة جميلة مثلك تهدى إليها الزهور لا يجب أن تركض بهذه الطريقة
على السلم.
شعرت ببعض الخجل و بعض الزهو قلت له ممازحة:
ـ نعم لكن عندنا يوجد فقط جريد النخل و الصبار.
ابتسم و أخذ يدي و قبلها.
أمي تقول دائما البيوت بناسها...
يغادر الناس و تحتفظ البيوت بالروائح و الذكريات حتى يأتي من يملؤها
بروائح و ذكريات جديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق